الخصوبة و العقم لدى الرجال، ما هي مسببات العقم و كيف تؤثر المواد الكيميائية المحيطة بنا، ما تاثير ذلك على محتوى الجينات و الطفرات، ما هو دور العلماء و ما هي اخر الاكتشافات لفك اسرار العقم لدى الرجال. ترجمة لاحدى المقالات المهمة في هذا المجال.
🧬 الخصوبة و انتاج الغاميتات الذكرية "الحيوانات المنوية".
تعتمد خصوبة الذكور على الإنتاج اليومي المستمر لملايين الحيوانات المنوية. إن عملية تكوين الحيوانات المنوية هي عملية معقدة للغاية و تتطلب من 6 إلى 9 أسابيع حتى تكتمل، وتتضمن سلسلة منسقة من الانقسامات (المنصف و المتساوي)، و التفاعلات المتغيرة باستمرار بين الخلايا، وكل ذلك يتم الإشراف عليه من خلال تفاعل غير عادي بين الغدد ذاتية الافراز autocrine و نظيرة الصماء paracrine و عوامل الغدد الصماء endocrine. و تتركز هذه بين ثلاث اعضاء هي: الخصيتين، تحت المهاد و الغدة النخامية.
تبدأ عملية إنتاج الحيوانات المنوية spermatogenesis في الرجال عند سن البلوغ و في الخصية يتم تصنيع الحيوانات المنوية تحت تنظيم هرموني حيث يقوم هرمونFSH بتحفيز الأنابيب المنوية لإنتاج الحيوان المنوي . أما هرمون LH فيحفز خلايا معينة في الخصية تدعى Leydig Cells لإفراز هرمون التيستوستيرون (Testosterone) الذي يساعد على ظهور صفات الرجل الذكرية الخارجية و يساعد على إنتاج الحيوانات المنوية
💢 مراحل تكون الحيوانات المنوية:
يبدأ إنتاج الحيوانات المنوية بكميات كبيرة جداً بالتزامن مع سن البلوغ، إذ تتضمّن المراحل الآتية:
▪︎ مرحلة تكون الخلايا النطفية أو الانقسام المتساوي mitosis:
تنقسم الخلايا المنوية الأم في الأنابيب المنوية داخل الخصية إلى انقسامين، إذ يُعطي الانقسام الأول خليتين ثنائيتي الصيغة، ثم ينتج عن الانقسام الثاني أربع خلايا ثنائية الصيغة، وتتميز بزرات النطاف بامتلاكها عند هذه المرحلة نواة بيضاوية الشكل.
▪︎ مرحلة الانقسام الاختزالي/المنصف meiosis:
تنقسم الخلايا التي نتجت من المرحلة السابقة إلى انقسامين اختزاليين متتاليين، وينتج عن الانقسام الأول خلال منوية أو نطفية منوية أولية ثم خلايا منوية ثانوية، وهذه الانقسامات في المحصلة التي تؤدي إلى تشكل ما يُعرف بأرومة النطفة، والتي هي عبارة عن خلايا بيضاوية ستمر فيما بعد بعمليات انسلاخية لتحويلها إلى نطاف طبيعية.
▪︎ مرحلة تكون النطاف أو النضج:
تتطور الخلايا المنوية التي نتجت من المرحلة السابقة، إذ تتحول من شكل كروي إلى شكل ممدود، فيصبح لها رأس وقطعة متوسطة وسوط، أي تصبح حيوانات منوية أو ما يُسمى بالنطاف الجاهزة، وتتحرك داخل الأنابيب المنوية لتنضج وتصبح قادرة على الحركة الذاتية.
💢 العناصر الجينية المساهمة في العملية:
بعض الجينات المهمة في تكوين الحيوانات المنوية هي جين SF-1 الذي يعمل في تمايز خلايا Leydig ، وجين SRY الذي يتفاعل في تمايز خلايا Sertoli وتشكيل حبال الخصية. وتشارك الجينات الأخرى في تنظيم هذه العملية: RBMY ، DBY ، USP9Y و DAZ. تم العثور على هذا الأخير على كروموسوم Y، وهو يعمل على ترميز بروتينات ربط جزيئات RNA، ويرتبط غيابه بالعقم لدى بعض الأفراد.
💢 أهم المؤثرات التي تضر عملية إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجل:
1- التدخين والمخدرات مثل الماريجوانا و البانجو و الهيروين و إدمان الكحوليات و الخمور
2- التعرض المتكرر للتلوث الكيميائي مثل الإستنشاق المستمر لمبيدات الحشرات و كذلك التعرض المستمر لمنطقة الحوض للحرارة العالية (الوقوف باستمرار أمام فرن و لبس الملابس الداخلية الضيقة باستمرار و مزاولة التدريبات الرياضية العنيفة التي تولد حرارة مستمرة حول الخصيتين)
3- نقص فيتامين ج
4- إستعمال بعض الأدوية لفترة طويلة مثل هرمونات البناء المنشطة التي يستعملها الرياضيون في بناء العضلات و أدوية النيتروفيورانتوين و السلفاسلازين و الكيتوكنازول.
✉ ترجمات
خصوبة الرجال: كيف تدمر المواد الكيميائية اليومية أعداد الحيوانات المنوية عند الإنسان والحيوان.
Male fertility: how everyday chemicals are destroying sperm counts in humans and animals.
Alex Ford, University of Portsmouth, Gary Hutchison, Edinburgh Napier University
في غضون بضعة أجيال، قد تراجعت اعداد الحيوانات المنوية إلى مستويات منخفضة لتعتبر كافية للخصوبة. هذا الادعاء المذكورة في كتاب عالمة الأوبئة شانا سوان Shanna Swan "العد التنازلي Countdown"، و الذي يجمع مجموعة من الأدلة لإظهار أن اعداد الحيوانات المنوية في الرجال الغربيين قد انخفضت أكثر من 50٪ في أقل من 40 عاما.
هذه ادعاءات مروعة، لكنها مدعومة بمجموعة متزايدة من الأدلة التي تجد تشوهات في الإنجاب وتدهور الخصوبة لدى البشر والحياة البرية في جميع أنحاء العالم. من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه الاتجاهات ستستمر - أو ما إذا كانت ستؤدي، إذا استمرت إلى الانقراض. و لكن من الواضح أن أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشكلات - المواد الكيميائية التي تحيط بنا في حياتنا اليومية - يتطلب تنظيما أفضل لحماية قدراتنا الإنجابية، وتلك الخاصة بالمخلوقات التي نتشارك معها بيئتنا.
💢 انخفاض عدد الحيوانات المنوية:
الدراسات التي تكشف عن انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى البشر ليست جديدة. حظيت هذه القضايا باهتمام عالمي لأول مرة في التسعينيات، على الرغم من أن النقاد أشاروا إلى وجود تناقضات في الطريقة التي تم بها تسجيل عدد الحيوانات المنوية للتقليل من أهمية النتائج.
بعد ذلك، في عام 2017 كشفت دراسة أكثر صرامة عن هذه التناقضات أن عدد الحيوانات المنوية للرجال الغربيين قد انخفض بنسبة 50٪ -60٪ بين عامي 1973 و 2011 ، وانخفض في المتوسط 1٪ -2٪ سنويا. هذا هو "العد التنازلي" الذي تشير إليه شانا سوان.
كلما انخفض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل، قلت فرصته في إنجاب طفل من خلال الاتصال الجنسي. تحذر دراسة عام 2017 من أن أحفادنا يمكن أن يمتلكوا عددا من الحيوانات المنوية أقل من المستوى الذي يعتبر مناسبا للحمل الناجح - من المحتمل أن يجبر "معظم الأزواج" على استخدام أساليب المساعدة على الإنجاب بحلول عام 2045 ، وفقا لسوان.
ومن المثير للقلق أيضا زيادة معدل حالات الإجهاض والتشوهات لدى البشر، مثل نمو القضيب الصغير ، ثنائيي الجنس intersex (إظهار كل من خصائص الذكور والإناث) والخصية المعلقة Undescended testicles (cryptorchidism)، كلها مرتبطة بانخفاض عدد الحيوانات المنوية.
لا تنسوا تعملوا like ، share و follow.