ينقل الآباء جيناتهم إلى أطفالهم. لكن يمكنهم نقل أشياء أخرى أيضًا باستخدام العلامات اللاجينية epigenetic marks، وهي علامات كيميائية تعدل الجينوم ولكنها لا تغير تسلسله. وقد ثبت أن العلامات اللاجينية قابلة للتوريث.
أظهر بحث جديد أن المناعة يمكن أيضًا أن تنتقل إلى الأبناء من خلال التغيرات اللاجينية. وفقا لتقرير في Nature Immunology، استخدم العلماء نموذجا للفأر لإظهار أنه عندما تعافى آباء الفئران من عدوى فطرية أو تعرضوا لمركبات فطرية، فإن نسلهم يتمتعون باستجابة مناعية أفضل ضد الالتهابات الفطرية لعدة أجيال، مقارنة بآباء الفئران الذين لم يكونوا كذلك.
يمكن أن تتضمن التغييرات اللاجينية علامات كيميائية تضاف إلى الحمض النووي، والتي قد تعدل بنية الجينوم. يمكن أن يكون للبنية الفيزيائية للحمض النووي في الخلية، والتي توجد عادةً في شكل منظم و مضغوط، تأثير كبير على نشاط الجين لأن الآلية الخلوية يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى الجين حتى يتم التعبير عنه.
في هذا العمل، أصيب ذكور الفئران بالفطريات الممرضة المعروفة باسم المبيضات Candida albicans، وبعد الشفاء، تم تزاوج هذه الفئران مع إناث سليمة. ثم تعرض نسلهم ونسل الفئران السليمة و غير المصابة لبكتيريا الاشريكية القولونية Escherichia coli المسببة للأمراض.
كشفت الدراسة التي قادها البروفسور ميهاي جي نيتيا من مركز رادبود للأمراض المعدية أن نسل الفئران الذكور التي تعرضت سابقا لفطر الكانديدا كانت محمية بشكل أفضل من عدوى الإشريكية القولونية من ذرية الفئران الذكور غير المصابة. الجيل التالي من الفئران بعد ذلك قد تحسن أيضا من الحماية.
قام العلماء بفحص خلايا مناعية مختلفة، ووجدوا اختلافات قليلة جدا. ولكن في نسل الذكور الذين أصيبوا بالعدوى، كانت هناك زيادة في التعبير عن الجينات المرتبطة بالالتهاب، ونشاط مركب MHC من الفئة الثانية. هذا المركب يمكن أن يحفز نشاط الجهاز المناعي. بالإضافة إلى ذلك، وجد أيضا أن نشاط الجينات المتورطة في الالتهاب يتم تنظيمه في نسل الفئران الذكور المصابة بالمبيضات.
يسهل الوصول إلى الجينات المرتبطة بالالتهاب في أسلاف الخلايا الأحادية مقارنةً بنسل الآباء غير المصابين. اقترح المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور أندرياس شليتسر من معهد LIMES بجامعة بون: "هذا يدل على أن سلائف الخلايا الأحادية يتم إعادة توصيلها لا جينيا إذا كان الآباء قد أصيبوا سابقا بعدوى المبيضات البيضاء".
قال ايضا المؤلف المشارك للدراسة الأستاذ الدكتور يورن والتر من جامعة سارلاند: "كان هناك تحول في الواسمات الجينية واضحا هنا".
ستكون هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد هذه النتائج لدى البشر، لكنه يظهر أن التغيرات السريعة يمكن أن تحدث في الكائنات الحية بسبب المحفزات البيئية غير المتوقعة ، مثل العدوى، والتي يمكن أن تؤثر على الاجيال اللاحقة.
المصادر:
- جامعة بون - المانيا
- مجلة Nature Immunology
شكرا لكم
No comments:
Post a Comment